مع ساعات الصباح الأولى، تنطلق مجموعات من جامعي القمامة لجمع زجاجات البلاستيك الناتجة عن مخلفات الناس لإعادة تدويرها واستخدامها في صناعة البشاكير والفوط و الملابس، منذ بضعة أشهر يعمل جامعي القمامة في جمع النفايات البلاستيكية في الشوارع وواطئ البحار ، ثم تدور هذه النفايات وتستخدم في صناعة الملابس.
ويقول أحد المشرفين على جمع النفايات أن أفضل كميات جمع القمامة تكون على شواطئ البحار وفي يونيو، سنعرض أول مجموعة من الملابس المصنعة من الأنسجة المستخرجة من النفايات , بدأنا في 2010 وحققنا في العام 2015 رقم أعمال بقيمة 4,5 مليون يورو.
وتباهي الشركة بتصنيع «جيل جديد» من البشاكير و الملابس وأدوات الزينة من النفايات المجموعة من البر والبحر، من الزجاجات البلاستيكية وشباك الصيد القديمة والإطارات المستخدمة. ويقول المشرف: ليس من الضروري أن ننقب عميقا في الأرض لنصل إلى النفط.. فنحن نرى هنا، في ما يراه غيرنا قمامة، مواد أولية يمكن تحويلها إلى أنسجة بفضل أبحاث متطورة.
وبدأت الشركة تبيع بعض منتجاتها، مثل السترات وحقائب الظهر، إلى متاجر فخمة في لندن ونيويورك، وهي الآن تستعد لخوض أول تجربة في إنتاج الملابس المصنعة من نفايات البلاستيك المدورة. وللتوصل إلى تنفيذ ذلك، تعمل مئتا سفينة صيد في جمع النفايات من البحر، من إحدى هذه السفن، تبدو المياه هادئة ونقية، لكنها في الحقيقة كانت في الأشهر الماضية أشبه بمنجم استخرج منه الصيادون طنين من البلاستيك ونفايات أخرى،
و يجدر بنا الإشارة إلى أن خبراء البيئة لا ينظرون بعين الرضى إلى نشاط سفن الصيد هذه ، ولاسيما لكونها متهمة بالصيد المفرط وجرف قاع البحر، لكنه على الأقل هم يفعلون شيئاً جيدا وهو جمع النفايات من البحر». ومن الصيادين المتعاونين مع شركة تدوير نفايات ، وهو يقول أثناء إلقائه الشباك على بعد ستين كيلومترا من الشاطئ «أنا أعمل في الصيد منذ كان عمري 19 عاما..كان الصيادون ينظرون إلى حصيلة شباكهم ويقولون: هذا نريده وهذا لا نريده، أما الآن فإننا نريد كل شيء، فلم نعد نلقي ورقة في البحر»، ويبدو ان صيد النفايات في هذه المنطقة البحرية لم يعد كبيرا، ويشرح الصياد الأمر لمراسلنا قائلا «هذا لأننا نظفنا الموقع كثيرا»، في العام 2010، ألقيت في مياه البحار والمحيطات نفايات من البلاستيك يصل وزنها إلى ثمانية ملايين طن، بحسب ما جاء في دراسة دولية نشرت في احدى المجلات ، أما في العام 2015، فيقدر أن تكون هذه الكمية قد بلغت تسعة ملايين طن، ويعد البحر المتوسط سادس موقع لتجمع النفايات البلاستيكية في العالم، بحسب دراسات جامعية.
وفي هذا البحر شبه المغلق، تنتقل النفايات البلاستيكية إلى بطن الأسماك الصغيرة، والطيور البحرية، والحيتان والسلاحف، مؤدية إلى نفوق أعداد منها بعد التهامها البلاستيك ظنا منها أنها قناديل بحر. و ترى إحدى كبرى شركات إعادة تدوير النفايات في البلاد «تعد الزجاجات البلاستيكية مشكلة كبيرة اذ تلقى منها في البحر أربعة ملايين زجاجة يوميا». وفي مصنع الشركة تجمع النفايات البلاستيكية التي جمعها الصيادون تمهيدا لإعادة تدويرها.
وتتعرض النفايات للخلط والحرارة والفرز الآلي بواسطة أجهزة مصممة خصيصا لهذه الغاية ثم تنقل إلى خلاطات عملاقة تحولها إلى رقائق صغيرة، في يناير، يبدأ تحويل البلاستيك إلى ملابس بحر وسترات وحقائب، وفي مرحلة أولى ستكون نسبة البلاستيك من النفايات البحرية 35 % ومن النفايات البرية 65 %. لكن هناك شركات تعتزم ان تعتمد في إنتاجها لاحقا على النفايات البحرية بنسبة 100 %، وقد يشكل ذلك وسيلة لتوعية الناس عما يجري في البحر المتوسط، .