رغم عذابات تشريده ولكنه نقل تراثهم من المجدل المحتل لغزة هاشم
سوق الاقمشة (المجدلاوي) بغزة ما زال شاهدا على عبق التراث
"أسسه سكان مدينة المجدل بعد تهجيرهم من اراضيهم وكان في بدايته عبارة عن خيم صغيرة تباع فيها الاقمشة وكن البائعون ينامون بداخلها "
"في البداية كان عمل الثوب يدويا لغياب المكن والكهرباء وبعدها أصبح يتم استيرادها من مصر ولبنان واليابان عن طريق سكة الحديد "
"رغم تشريدهم لم ييأس فأنشاء سوق بغزة فأضح يمثل رمزا لتاريخ فلسطين وتراثه العريق "
"ان ثقافة الانسان هي التي تعبر عن ماضيه وحاضره ومستقبله من خلال التمسك بالتراث وتاريخ أجدادهم وعدم تركه الاندثار والضياع وهذا ما فعلناه نحن سكان مدينة المجدل المحتلة بأننا لم نترك تراث الاجداد الذي خطوه لنا بأحرف من ذهب بل حافظنا عليه وفي مقدمتهم مهنة الاقمشة والتي عملنا على انتشارها في كل مكان والحمد لله أصبح لنا ما نريد مما يدعوننا الفخر والاعتزاز بهذا التاريخ المشرف"
بهذا الوصف بدأ الحاج فتحي زعرب حديثه لــ" دنيا الوطن" قائلاً بعد تهجيرنا من ارضنا المحتلة عام 1948 لم نجد ما نسد بها رمقنا كي نستطيع الحياة ونستمر في الوجود على هذه الارض فلجأنا لعمل بعض الخيم الصغيرة على الارض المجاورة لسوق فراس لبيع الأقمشة لنعتاش من ورائها فبدأنا بإحضار قطع من القماش وعرضها للبيع داخل الخيام.
وأما عن بداية تأسيس سوق الاقمشة المعروف بـ" سوق المجدلاوي" يضيف زعرب كان تأسيسه في بداية الخمسينيات حيث أنشأ عدد من المهاجرين من مدينة المجدل المحتلة هذه السوق لأجل العمل على البيع فيها لتوفير قوت يومهم فكانت في بدايتها عبارة عن خيام "معرشات صغيرة" وكان معظم البائعين ينامون بداخلها.
ويصمت قليلاً ثم يستأنف الحديث لــ" دنيا الوطن" قائلاً وبعد تطور السوق أصبح عبارة عن محلات ملتصقة ببعضها البعض من ألواح الزينكو ويتم اغلاقها بعد الانتهاء من البيع ويواصل ثم قام بعض البائعين ببناء محلاتهم وأصبحت أفضل من السابقة والموجودة على شكلها الحالي.
كافة انواع الاقمشة
ويتطرق الى ان الاقمشة التي تباع في وقتها يتم عملها يدويا لأنه لم تكن متوفرة المكن ولا الكهرباء حينها وعن أبرز الثياب التي كانت تعمل فأخبرنا بالثياب المعروفة بــالجنة ونار وزي المدارس وكانت هذه الثياب معروفة عند المجادلة في مدينتهم المحتلة حيث إنهم كانوا يتقنون عملها بالإضافة الى الملابس المعروفة بأبو مدين والثوب المطرز الفلاحي,
ومضى قائلاً في بداية عام 1954 قام العديد من التجار باستيراد أقمشة من جمهورية مصر العربية وبعدها أصبح احضار الأقمشة أيضًا من لبنان ثم من اليابان من خلال شركات كبرى وعن طريقة احضار الاقمشة فعقب زعرب القول عن طريق سكة الحديد ولأنها الوسيلة الاسرع والاقل تكلفة والوحيدة في حينها.
وأضاف أعمل في السوق منذ أربعين عاماً وقد ورثت هذه لصنعة عن والدي معتبرا أن هذا السوق يعبر عن أصالة وتاريخ أجداده الذين ورثوا من مدينتهم المحتلة " المجدل " مهنة الأقمشة.
انتصار للتراث
أما الحاج عبدالرحمن ابو المازن الذي لا يزال يذكر عندما كان والده يحضر الاقمشة للسوق وهو لا يزال في مقتبل العمر ليعلمه على مهنة الاقمشة حتى لا ينسى هذه المهنة التي اشتهر بها اجدادهم والتي ورثها جيل بعد جيل وبقيت حاضرة في اذهانهم وعقولهم واضاف قائلاً أن يصبح لك سوقا ويسمى باسم أهل مدينتك فهو انتصار للتراث وتاريخك لأن السوق أصبح يمثل رمزا لكافة سكان مدينة المجدل المحتلة .
واستدرك بالقول عندما كان السوق في بدايته كان عملنا فرديا وعندما تطور تدخلت البلدية ووضعت آلية محددة للسوق وكيف يكون شكلها بعد اعتماده كسوق رسمي، ويتابع حينها بدأت تأخذ إيجارا من كل صاحب محل فكانت في البداية يكون الايجار بالجنيه المصري وكانت بعدة جنيهات ثم تطور الحال وأصبح بخمسمئة دينار اردني في العام.
من زبائن السوق
وعن رواد السوق يقول محمود المزيني:" الذي اعتاد على المجيء لشراء كافة البضائع التي يحتاجها من سوق الاقمشة منذ اكثر من ثلاث عشرة عام احضر السوق لشراء بعض الاصناف من الاقمشة وخاصة الستائر كوني مهنتي في عمل وتركيب الستائر ويمضى بالقول كافة ما احتاجه اجده في هذا السوق.
وعاد ليكمل لــ" دنيا الوطن " من خلال السنوات الطويلة التي تعاملت فيها مع تجار السوق اتضح لي بأن أجمل وأروع الانواع من الستائر التي ممكن أن أجدها في السوق فلا يمكن أن أحضر مرة إلا وأجد ما أريد، ويصمت قليلاً وهو يتأمل في أزقة السوق قائلاً لــ "دنيا الوطن" الجذور الحضارية لسوق الأقمشة " المجدلاوي" هو من ثقافة وتاريخ وتراث الشعب الفلسطيني الذي سطر هذا المجد بصموده وتضحياته.
تراث الاجداد بأيدي الابناء
وفي ذات السياق أكد رئيس قسم التاريخ والاثار في الجامعة الاسلامية د. غسان وشاح بعد هجرة سكان مدينة المجدل من أرضهم واحتلال اليهود الغاصبين لها الى قطاع غزة فلم يسيطر عليهم اليأس والاحباط من عذابة الهجرة وتشريد بل شمر عن سواعدهم ويوصل فأنشاء سوق الاقمشة " المجدلاوي " في قلب مدينة كمثل الذي كان في مدينتهم المحتل التي كانت تشتهر بالأقمشة وتخص العدة من ملابس التي عبرة عن تاريخ وتراث مدينة المجدل.
ومضى د. وشاح قائلاً لهو الدليل ولضح على ان الفلسطينيون متجزرون في ارضهم ومتمسكون بتاريخهم وتراثهم ويتابع وبعد ان كان السوق في بدايتها عبارة عن خيم صغيرة أضح الان عبارة عن سوق يحك عن تاريخ وأصالتها ويكمل أستاذا التاريخ والاثار سيبق هذا السوق معالم حضاريا يتناقلها الاجيل المتعاقبة حتى يعود الى مدينتهم المجد ويندثر الاحتلال.
غزة – عمر اللوح منقول عندنيا الوطن