بأيدي خياطين محترفين في غزة، وفي مصنع خياطة متواضع المعدات، ترصّع خرز الكريستال على الجزء العلوي من جسم فستان الزفاف الذي صممه وأنتجه خبراء في الأزياء والخياطة لتُعرض وتُباع في محافظات القطاع.
تميز أحد مصانع الخياطة في غزة وهو "مونومار" بتصميم وصناعة فساتين الزفاف بأيدي خياطين محترفين، لتحقيق حلم كل فتاة تسعى لأن تلبس بدلة زفاف فريدة من نوعها، ومحاولة التمرد على الوضع الراهن في القطاع.
ويقول مدير شركة "مونامور"، سامر فروانة، (27 عامًا)، إنّ "الفكرة أتت بعد إغلاق المعابر وفرض الحصار، حيث كنا نملك قدرات في الرسم والخيال، وعرضنا المشروع على عدد من الخياطين المحترفين وبعد سلسلة من التّجارب تمكنا من حياكة وتصميم أول بدلة زفاف في غزة".
ويبين أنّ جزءا من المواد المستخدمة في حياكة الفساتين، مستوردة من تركيا والأراضي الفلسطينية المحتلة عام48. لافتًا إلى أنّ هذه الفساتين تضاهي في الجودة ما يتم استيراده من سوريا عاصمة صناعة فساتين الزفاف، على حد وصفه.
وعن مكان تسويق فساتين الزفاف الجاهزة يوضح فروانة، أنّ "الشّركة في الفترة الأخيرة اعتمدت بيع الأعمال في السّوق المحلي، والعديد من المعارض المنتشرة في مختلف محافظات قطاع غزة".
ويشير فروانة إلى أنّهم كان يرسلون في السابق منتجاتهم إلى الجزائر والمغرب والأردن والضفة الغربية ومصر وبعض دول الخليج، لكن إغلاق المعابر حال دون تصدير الفساتين.
ويقول مدير شركة إنتاج فساتين الزفاف، إنّ "هذا المشروع يمثل مصدر رزق لـ8 أسر وبعد التوسيع سيتم تشغيل عدد كبير من الخياطين".
وحول الصعاب التي تواجههم، يؤكد فروانة أنّ للحصار وإغلاق المعابر دور كبير في منع إدخال الأقمشة ولوازم الحياكة، كما منع تصدير الملابس للخارج، ووضع الكثير من العقبات في طريق أصحاب الشركات المحلية، وجدول الكهرباء الذي يُلزِمهم بالعمل وفقه، ونقص السولار لتشغيل المولد.
ويشار إلى أنّ الخياطة تُعد ثالث القطاعات الصناعية من حيث المشاركة في الناتج المحلي بغزة، وتساهم بنحو 17%، من ناتج الدخل القومي، وتمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الفلسطيني.
من جانبه، يقول مصمم الأزياء في شركة "مونامور"، محمود قنيطة، (23 عامًا)، إنّ "الإبداع يتمثل في التميز بالأشكال والتصاميم الخاصة لفساتين الزفاف، فضلًا عن توفير منتج جيد بسعر قليل لمضاهاة الشركات الكبرى التي تستورد البدل من الخارج".
ويبين قنيطة أنّ "البدلة تستغرق بكل مراحلها قرابة 9 أيام، مع ضمان جودة البضاعة المنافسة في السوق بقوة"، مستشهدًا بذلك طلب عدد من معارض الضفة تصدير كمية من البدل.
وتابع: لكل موضة سعر معين وتصل للمحلات بسعر 1300 - 3000 شيكل بيع، وهذا سعر مناسب لجميع مستويات المعارض.
وحول استنباط تصاميم الموضة، يوضح قنيطة أنّ معظم التصاميم تكون جديدة ومن واقع خيالي وعدد أخر مجمع من موديلات عالمية، ولا يمكن التقليد الكامل إلا بطلب من الزبون.
بدورها قالت أحد زبائن الشركة، نرمين أبو سلطان، (25 عامًا)، إنّها طلبت تصميمًا مميزًا ووجدت الشركة قادرة على تنفيذه، جازمةً أنّ الشركة مميزة في عملها ولديهم القدرة على إنتاج الفستان بجودة عالية.
وتجدُ الإشارة إلى أن قطاع الخياطة تكبد منذ سبع سنوات خسائر مالية تقدر بنحو 6 ملايين دولار شهريًا، نتيجة لتشديد الحصار الإسرائيلي على غزة. وأنّ الحرب الأخيرة على غزة أحدثت خسائر بقطاع الملابس تجاوزت 8 ملايين دولار، وتدمير 45 مصنعًا