نبذة عن بعض الصناعات والحرف في فلسطين
صناعة البسط :
صناعة البسط في فلسطين من أقدم الصناعات التي تركزت في قطاع غزة، وصناعة السجاد اليدوي تبدأ من حلج صوف الأنعام، ومنها تصل إلى أصحاب صناعة البسط، وهم بدورهم يقومون بفصل ألوان الصوف الخام عن بعضها البعض، ثم يتم معالجتها بالتنشيف وإرسالها لغزلها وتحويلها إلى خيوط ترسل للصباغة لتتحول إلى ألوان زاهية، ومن ثم تغسل بماء البحر لتثبيت الألوان ومن ثم تصنيعها.
صناعة الفخار :
يعتبر الفخار من أقدم الصناعات التقليدية في فلسطين ويعود تاريخه إلى أكثر من 4000 عام قبل لميلاد، حيث كان المزارعون الفلسطينيون يستخدمون الفخار لتخزين محاصيلهم، وكأوانٍ للطعام ولا شك إن الحرفيين في مدينتي الخليل وغزة بجنوب فلسطين من أكثر الصناع مهارة في صناعة وتشكيل الفخار بفلسطين، كما وان تربة أراضي الضفة الغربية الجبلية تعتبر من أجود أنواع التربة في صناعة الفخار لكونها تكسب المصنوعات الفخارية لوناًُ جميلاً وصلابة وقوة.
صناعة النسيج والملابس :
دلت الحفريات التي جرت في فلسطين على إن الأنوال التي تستخدم في غزل النسيج في فلسطين قد ظهرت منذ 5000 عام، واهم المدن الفلسطينية التي اشتهرت بحرفة النسيج مدينة المجدل الفلسطينية التي اُحتلت عام 1948. كما تعد مدينة غزة حالياً من اعرق المدن في فلسطين في صناعة النسيج حتى قيل إن اسم الشاش في بعض المدن الأوروبية يسمى" غوز " نسبة الى مدينة غزة، وان أنواعاً من القماش المصنوع من الحرير يسمى " غزون " نسبة أيضاً الى مدينة غزة.
صناعة الزجاج :
يعود اكتشاف الزجاج في فلسطين الى نحو 2500 عام قبل الميلاد وتعد حالياً مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية من أشهر مناطق فلسطين في صناعة وتشكيل الزجاج الملون، وذلك لتوفر الرمل فيها ونبات الاشنان الذي يحرق وصبح المادة الأساسية في صناعة الزجاج.
حرفة التطريز :
يعود فن التطريز في فلسطين الى أكثر من 4500 عام قبل الميلاد، وهو من الفنون الشعبية الفلسطينية التي يتم تناقلها عبر الأجيال، وتورثه الأمهات الفلسطينيات لبناتهن جيلاً بعد جيل، كما نجد اختلاف واضح بين الزي البدوي في شمال فلسطين وجنوبها، وذلك لاختلاف الوضع الاجتماعي والاقتصادي وثقافة كل منهما وموروثاتهما الحضارية، ويتميز فن التطريز بالدقة المتناهية وان ما يتم تطريزه يبدو وكأنه شكل هندسي دقيق.
حرفة الخيزران :
في الأصول التاريخية تعود نشأة الخيزران الى بلاد الصين وبلاد شرق آسيا، وقد ازدهرت هذه الحرفة في فلسطين فترة الانتداب البريطاني، لتكون صناعة الخيزران مصدراً لاكتساب الرزق. واستمر الوضع على ذلك حتى بعد الاحتلال الإسرائيلي، حيث ساعدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في توفير معامل الخيزران، ويتراوح رأس المال المستثمر في المعمل الواحد من 3000 دولار الى 5000 دولار.
صناعة النحاسيات :
تعتبر من الحرف التي تكاد أن تندثر من فلسطين في الوقت الحاضر، علماً أن مصاهر النحاس كانت موجودة بكثرة في فلسطين بقديم الزمان، حيث كان يتم تجميع الأدوات النحاسية القديمة وإعادة صهرها، ثم تدويرها على صورة صفائح، وإعادة تشكيلها من جديد حسب الطلب، ومن الأدوات النحاسية التي لا زالت تستخدم بين الفلسطينيين وبصورة واسعة وعاء القهوة العربية ( البكرج ).
صناعة خشب الزيتون :
يعتقد أن هذه الحرفة قد بدأت في بيت لحم في القرن الرابع الميلادي، وانتشرت هذه الحرفة بسبب ارتباطها الوثيق بشجرة الزيتون التي تشتهر بها المنطقة ويعد خشب الزيتون من أهم المنتجات السياحية في بيت لحم، حيث يتم حفر خشب الزيتون بأشكال متنوعة بسهولة ودقة بواسطة أدوات بسيطة وتوجد فيه نماذج متعددة من الألوان الطبيعية والعروق المختلفة ويقاوم العفن ويقبل العديد من مواد الطلاء.
صناعة الصدف :
إن صناعة الصدف تعود الى الرهبان الفرنسيسكان الذين قدموا من دمشق والذين دربوا العمال المحليين وقاموا بإحضار حرفيين من جنوه في ايطاليا لمساعدتهم، وكان الحرفيون في بداية الأمر يستعملون الصدف الرقيق المنتج من البحر الأحمر ولكن اليوم يستورد الصدف من استراليا وكاليفورنيا والمكسيك والبرازيل ونيوزلندا، ويوجد في محافظة بيت لحم 36 مصنعاً للصدف وتتعرض صناعة الصدف حالياً للاندثار لأنها تحتاج الى مهارة كبيرة وقدرة على التركيز.
حرفة صيد الأسماك :
تعتبر حرفة صيد الأسماك في فلسطين من أقدم الحرف التي تركزت في قطاع غزة حيث يمارس هذه المهنة نحو 2500 صياداً، الى جانب ذلك يعمل نحو 1200 عامل في مهن مرتبطة بالصيد، ويستخدم الصيادون في قطاع غزة القوارب واللنشات والحسكات لصيد الأسماك، وتتسم حياتهم بعدم الاستقرار وتدني الدخل الناتج عن موسمية العمل من ناحية، والممارسات الإسرائيلية ضدهم من ناحية أخرى.
صناعة الصابون النابلسي :
يرجح بعض المؤرخين تاريخ صناعة الصابون في نابلس الى أكثر من ألف عام مضت، وأول وصف لصناعة الصابون جاء على لسان شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي، وفي زمن الاحتلال الصليبي نالت نابلس شهرة كبيرة في هذه الصناعة التي أصبحت حكراً ملكياً حيث كان الملك هو المسؤول عنها وكان يحظر على أصحاب المصانع ممارسة هذه الصناعة إلا بعد أن يمنحهم ملك بيت المقدس عقداً يسمح لهم فيه صنع الصابون، وقد شكل الصابون النابلسي سابقاً أحد أهم السلع التي كان يتاجر بها تجار نابلس.
صناعة الحجر والرخام :
إن وطننا فلسطين غني بوفرة الحجر الطبيعي الموجود في ربوع وأعماق أرضها والذي يعتبر ثروة وطنية وبمثابة ثروة وطنية وبمثابة البترول الأبيض ويمتاز حجر فلسطين بألوانه الزاهية والمتعددة وتعتبر صناعة الحجر والرخام من أقدم واعرق الصناعات التقليدية في وطننا حيث نمت وتطورت وازدهرت على مر السنين، ويبلغ حجم الإنتاج الفلسطيني من الحجر والرخام ما يعادل 4% من حجم النتاج العالمي. وإنتاج فلسطين يعادل تقريباً نصف إنتاج ألمانيا وثلث إنتاج تركيا من هذه المادة حيث يبلغ إنتاج فلسطين حوالي 5 مليون متر مربع سنوياً وتعتبر هذه الصناعة رافداً رئيساً لاقتصادنا الوطني الفلسطيني.